منى عباس فضل
ومع ذلك تعود الشعوب
القهقري لتتقدم مجدداً نحو ميادينها، الزمن أنهكها، أرواحها مثقوبة، حرياتها
مسلوبة، مكبلة بالقضبان، يستدرجها بؤس الحال رويداً رويداً، تستنطقها دندنة العود
على وقع كلمات متطايرة "حرية، كرامة، ديمقراطية، دولة مؤسسات ودولة قانون، عدالة
ومساواة، فساد وسرقة المال العام، قصور واستغلال نفوذ، شحنات ثورية"، ولا شئٍ
يحجب رؤية الفعل الثوري.
صوت هنا، وهناك أنين
مخنوق وصرخة مكتومة وأخرى مدوية. من الصندوق تتقافز الأغاني تفيض بما يجثم على
الصدور، بما يغسل الهموم.
بقوانين منعوا الاعتصامات
والتجمعات. قالوا: لا يهم. حرموا مظاهرات الحشود المتدفقة وراء الحشود بشعاراتها وهتافاتها
البيضاء "يسقط وإرحل وكفاية والشعب يريد..". حزنوا لكنهم رددوا: لا يهم.
أقفلوا أبواب الزنازين وأطلقوا الأحكام، أقفلوا مقرات أحزاب وجمعيات سياسية بالشمع
الأحمر وبكتم الأنفاس، بالقيود والسلاسل. قلقوا، ومع ذلك قالوا: لا يهم. في سرهم يرددون:
لا يهم لا يهم..لا يهم لأن صوت هنا وآخر هناك وبعضه ينهض من تحت الرماد كطائر
الفيينق، ينهض من ثنايا كلماتك الشعرية يا نجم وأغنياتك ودندنة أوتارعودك يا شيخ
المشايخ إمام، إنها خطوات ومسيرات، إنجازات وأشعار وموسيقى خالدة مخلدة في الوجدان،
كما أحلام الشعوب بالانعتاق من الظلم والعبودية.
شيد قصورك ع
المزارع
شيد قصورك ع المزارع...من كدنا وعمل إيدينا
والخمارات جنب المصانع...والسجن مطرح الجنينة
وأفلت كلابك في الشوارع...واقفل زنازينك علينا
ويقلّ نومنا في المضاجع...أدي احنا نمنا ما اشتهينا
واتقل علينا بالمواجع...احنا انوجعنا واكتفينا
وعرفنا مين سبب جراحنا...وعرفنا روحنا والتقينا
عمال وفلاحين وطلبة...دقت ساعتنا وابتدينا
نسلك طريق ما لوهش راجع...والنصر قرّب من عنينا
النصر أقرب من إدينا!
- كل ما تهِل البشاير، من يناير كُل عام، يدخل النور الزنازِن،
يطرُد الخوف والظلام»، أحمد فؤاد نِجم في 18 يناير1977، فيما عرف يومها حسب النظام بـ«انتفاضة الحرامية» وحسب الشعب «انتفاضة الخُبز».
- "لا توجد قوة على الأرض يمكنها أن تهزم الشعب المطري...أحمد فؤاد نجم"!
منى عباس فضل
المنامة –24 سبتمبر 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق