منى عباس فضل
طريقه محفوف بالمحاذير والزمن
يستعجله، لا وقت للمناوشات والتوترات، البناء مهمة صعبة والغد الأفضل يفرض عليه حضور
مشع، هناك من لا يستسيغ حضوره، يسعى لإخفاءه بسواتر ربما إلى حذفه من معادلة النهوض
والحضور بهذه الطريقة وتلك.
فهل يستجيب؟
هناك من لا يزال يدور في
دائرة صفر الإنتاج، تبعده عن الحضور والتموضع في المشهد مسافات وتحديات، الحضور في
قلب الضرورات وخواتمها برغم العقبات الثقيلة يُعلم المرء أن الغاية المنشودة لا
تزال بعيدة المدى، اللهث وراءها يتطلب المثابرة والإتقان وطاقة لا تعرف الاستحالة
وجهود لا تتوقف.
تدور الأفكار في رأسه بدأب،
تفرد الأوراق، تُرسم الخطوط والمربعات، عقله يعمل بجد، يحرك قطع الشطرنج على لوحة الوقت،
قلبه ينبض بتسارع لا وقت لديه للسقوط في حفرة الاختبار، الطريق أمامه طويل أقوى منه
ومنهم ومن ثرثرتهم، في الطريق عليه تحطيم الأصنام وتجاوز المعوقات، أي معوقات وبأي
مبررات وبأي هراء.
خلف الأحلام مسارات ودهاليز،
الانصراف إلى تحقيقها يحتاج إلى رسم الدرب بشكل مدروس، إلى استلهام تجارب النجاح وعدم
النظر إلى الوراء، هناك من لا يزال يقرأ الزمن الماضي والحاضر بأمية، يجتر ذات
الحكايات ونفس التبريرات، ويلهث لتثبيط عزيمته وكسر ظهره في وحدته وصراعه في معمة
اللحظة، كان عليه الهروب من الشاكين الذين لا يتوقفون عن الشكوى والزن، إن لم يهرب
منهم، لن يكون هناك إنجاز، لن يكون هناك غير ثرثرة وكلام غوغاء.
يردد في سره: علم نفسك
مزيداً من قوة الصبر تدرب على زيادة جرعة التحمل، علم نفسك على المراجعة، لكن لا
تنسى أداء فروضك اليومية، لا تجعل الخوف يخترقك أو يهزك أو يدخل قلبك، لا تمرر أصواتهم
الباهتة أو شكواهم المملة إلى أعماقك حتى لا تتوقف أحلامك، لا تسمح لهم يسرقون الإنجاز
ولا يشوهو الفرحة، لا تخلي مكانك في المعركة، حتى وإن طاردوك بالسهام أو بالحكايات
الفقاعة ففي كل زاوية ستمر عليها هناك غواية على الرغم من امتلاء بعض النفوس بالأحقاد
والتوافه عوضاً عن إمتلاءها برائحة الياسمين.
انت الذي علمت نفسك
بنفسك حين تضيق الدائرة حولك، كيف تصف المكعبات بتأن على بعضها البعض كالصغار، وأن
تقرأ الأفكار من كل اتجاهات الكتاب الذي تتنقل بين صفحاته وتنبش في أرجاءه ولاتزال،
أدركت وتعلمت أن توهج الانجاز لا يستقيم إلا بالجهد المضني والصدق والحب وصفاء
النية، تذكر؛ "صديقك من صدقك لا من صدّقك"، الإنجاز يحتاج إلى العمل بسلام
ومحبة عوضاً عن ثرثرتهم وانتقادهم وهم يطاردونك كفريسة بالسهام تارة وبالسخرية
اللاذعة والأوصاف الجارحة.
انت ممتلئ بثقافة العمل
حتى الثمالة وهذا بحد ذاته رائع، ممتلئ بشغف الحراك والتغيير، السكون يقتل قلبك
وأنت الذي تمتلك الكنوز، هم لا يجيدون غير حصارك بالقيود والسلاسل، بما يجب أن
يكون ولا يكون وبما لا يليق بعصر التحضر المذهل...لا تترك الطريق فارغاً للفاشلين،
امضي حاملاً رسالتك وعنفوانك...امضي.
منى عباس فضل
المنامة- 28 أكتوبر2017
مقاله محفزة لتغيير النحاسة والخوف من قلوب اليائسيين في الزمان الصعب المتقلب 👍👍
ردحذف