بمناسبة يوم
المرأة العالمي (8 مارس) الذي جاء هذا العام بشعار "أنا جيل المساواة: إعمال حقوق
النساء"، نشر موقع الأمم المتحدة تقريرٌ يتضمن عدة عناصر أطلق عليها "حركات صغيرة لها
تأثير كبير على جيل المساواة". قمنا بترجمته وتلخيص بعض أبرز ما ورد فيه
وبتصريف يتناسب والسياق العام لمشاركتنا في "حملة المساواة، وبمناسبة الاحتفال
بيوم المرأة العالمي 8 مارس".
التقرير يشير إلى
إن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين تحتل مركز
الصدارة في عام 2020، وهو عام العمل على سد الفجوات القائمة من خلال العمل
على تحقيق إجراءات جريئة وحاسمة، منوهاً إلى إن حملة أجيال المساواة بين الناس من
كل جنس وعمر وعرق ودين ودولة، جاءت للدفع باتجاه عالم المساواة بين الجنسين الذي
نستحقه جميعاً، مؤكداً بأنه عام لإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي، والدعوة
إلى العدالة الاقتصادية والحقوق للجميع، والاستقلالية الجسدية والصحة الجنسية
والإنجابية والحقوق، والعمل النسوي من أجل العدالة المناخية، والتكنولوجيا
والابتكار لتحقيق القيادة النسوية والمساواة بين الجنسين، ودعا محفزاً "لنكن
جزءاً من الحركة العالمية". #GenerationEquality
في السياق يشير التقرير إلى أن المساواة تعني العيش في عالماً يتمتع فيه الجميع بحقوق وفرص متساوية، وأن لا
تخشى فيه النساء والفتيات من السير إلى منازلهن في وقت متأخر من الليل، ولا يتم فيه
حبس الرجال والفتيان في ظلمات قمعية، وإن المساواة بين الجنسين هي القاعدة التي يتقاضى
فيها الرجل والمرأة بنفس القدر من العمل المتساوي القيمة ويتقاسمان أعمال الرعاية
في المنزل. عالم تسوده المساواة في القيادة السياسية في قاعات مجالس إدارة الشركات
وأرضيات المصانع، ويكون فيه للنساء صوت متساو في القرارات التي تؤثر على حياتهن وأجسادهن
وسياساتهن وبيئتهن من القرى إلى المدن، قد يكون هذا العالم، عالم متخيل؛ المهم أن نجعل
منه حقيقة واقعة، بالانضمام إلى حملة الأمم المتحدة "أنا جيل المساواة: إعمال حقوق
النسا" وذلك من أجل تسريع إجراءات المساواة بين الجنسين والاحتفال بالذكرى السنوية
الخامسة والعشرين لإعلان ومنهاج عمل بيجين، فهو البرنامج الأكثر رؤية لحقوق المرأة
وتمكينها في كل مكان.
بمناسبة الذكرى
الخامسة والعشرين لاعتماد منهاج عمل بيجين ستكون "المساواة بين الجنسين: حقوق
المرأة" قيد الاستعراض، وهي المرة الأولى التي يراجع فيها التقدم المحرز في
تنفيذ المنهاج في ضوء خطة التنمية المستدامة لعام 2030، كما سيتم الإبلاغ عن الفجوات
والتحديات المتعلقة بالنهوض بالمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة، وذلك من خلال ستة
محاور هي: "التنمية الشاملة والازدهار المشترك والعمل اللائق"، "القضاء
على الفقر والحماية الاجتماعية والخدمات الاجتماعية"، "التحرر من
العنف والوصم والقوالب النمطية"، "المشاركة والمساءلة والمؤسسات
المستجيبة للنوع الاجتماعي"، "مجتمعات سلمية وشاملة"،
"الحفاظ على البيئة، والعمل المناخي، وبناء المرونة". كما يدعو التقرير إلى أربعة محفزات لإحداث
عملية التغيير: "الأول: دعم الحركات النسائية والقيادية، الثاني:
تسخير التكنولوجيا لتحقيق المساواة بين الجنسين، الثالث: التأكد من إشراك الجميع وعدم ترك أي شخص في الخلف، الرابع: تطابق
الالتزامات مع الموارد". منوهاً إلى إن هذا يتطلب "حملة منسقة"
لتوسيع وتعميق السياسات والبرامج التي تسرع في تنفيذ منهاج العمل لهذا الجيل وما
يليه.
يذكرنا التقرير بإنها إجراءات صغير لكن تأثيرها
كبير: لماذا؟ لأن التغيير يجب أن يحدث عبر النشاط الجماعي وهو لا يقتصر على لحظات رئيسية كبيرة فقط، إنما إلى
الديمومة، فالانتصارات القانونية والاتفاقيات الدولية وهي الطريقة التي نتحدث بها
ونفكر ونتصرف بها كل يوم هي التي يمكنها أن تخلق تأثير يستفيد منه الجميع، وعليه لنكن
مع الحملة العالمية بصفتنا جيل المساواة، ويمكن أن تتحقق المساواة بين الجنسين خلال
الإجراءات اليومية البسيطة في حياتنا التي نلخصها في التالي:
1. شارك
الرعاية
تلتزم النساء بثلاثة
أضعاف الرعاية غير المدفوعة والعمل المنزلي أكثر من الرجال، لقد استهلكن هذا الوقت
والطاقة لدفعهن إلى التقدم في مهنهن، وكسب المزيد من المال والاستمتاع بالأنشطة
الترفيهية. لذا
علينك أن تبين الاهتمام ولالتزام بالمشاركة في الأعمال المنزلية وبالتساوي وبتحمل مسؤوليات
الأبوة والأمومة وغيرها من الأعمال غير المدفوعة الأجر. وهنا إليك بعض
الاستراتيجيات لعمل ذلك: (ابدأ بمناقشة العائلة أو الأسرة، لتحديد احتياجات
الرعاية والمسؤوليات المنزلية، انظر إلى نقاط القوة الخاصة بك عند تقاسم مسؤوليات
تقديم الرعاية ومناقشتها، ضع الأنشطة المنزلية من خلال قائمة الأعمال المنزلية:
مثل إعداد الطاولة إلى الطهي، وشجع الأطفال من الجنسين على المشاركة بشكل متساو في
الأعمال المنزلية".
2. مناهضة التحيز الجنسي والتحرش
تواجه
النساء العديد من أنواع السلوكيات الجنسية التي تنم عن عدم الاحترام في الأماكن
العامة والخاصة بشكل يومي، من أبرزها النكات الجنسية غير المناسبة، لا تكن متفرجاً،
كن نشطاً وشارك في تعطيل هذه السلوكيات وتحدي أقرانك، من خلال نموذج السلوك اللائق
فضلاً عن تحدى المفاهيم النمطية عن الجنس، مثل "على المرأة أن تعرف
مكانها" و"توقف عن الانفعال"، بالحوار الهادي والمفتوح، للمزيد من
النصائح حول إنهاء العنف ضد المرأة، تفضل بزيارة unpacktheeveryday.org
3.
المطالبة بثقافة العمل على قدم
المساواة
تواجه
النساء منظومة متكاملة من الممارسات التمييزية المتعلقة بمكان العمل، لابد من المطالبة
ببيئة عمل يتوفر فيها التمثيل المتساوي للمرأة في القيادة وفي مجالس الإدارة،
والمساواة في الأجر عن العمل والدورات التعليمية والتدريبية، غالباً ما تقدم
النساء تضحيات مهنية كبيرة لأجل تكوين أسرة، الأمر الذي يترتب عليه آثار على رفاهتهن
الاقتصادية والشخصية، ولتسوية هذا الملعب، هناك طريقة واحدة تتم من خلال الضغط لأجل
سياسات موحدة للإجازة الوالدية، وتوفر هذه الإجازة المدفوعة الأجر لكلا الوالدين
البيولوجي أو بالتبني، ومن المهم تشجيع الآباء على أخذ إجازة والدية للعب دورًا
نشطًا في الرعاية، كما يمكن لبرامج إعادة الدمج في العمل مساعدة النساء على اللحاق
بالتدريب الذي قد فاتهن أثناء الرعاية عندما يكون لديهن الاستعداد للانضمام مجدداً
إلى القوى العاملة. إضافة إلى أن هناك طرق بسيطة لجعل الحياة
المهنية أسهل للأمهات وذلك بتوفير غرف للرضاعة الطبيعية، وثلاجات لحليب الأم،
وساعات عمل مرنة، وخدمات رعاية الأطفال ذات جودة وبأسعار معقولة في أماكن العمل أو
بالقرب منها.
4. ممارسة
حقوقك السياسية
عالمياً لا يزال
تمثيل المرأة ناقصاً في أعلى المناصب السياسية، لم تشغل النساء سوى (25 في المائة)
من مقاعد البرلمانات الوطنية وهي تمثل أقل من (7 في المائة) من قادة العالم. والطريقة
الأسهل والأكثر مباشرة لإحداث التغيير؟ بالمشاركة بالتصويت لصالح النساء، ومتابعة موسم
الانتخابات، ونشر أخبار المرشحات الأقوياء، والمشاركة في العملية الانتخابية، فهذا
أقل ما يمكن فعله، إلى جانب التبرع بوقتك أو نقودك، والانضمام إلى الحملات السياسية
والقيام بتشجيع النساء اللواتي تعرفهن على الترشح للمناصب أو إطلاق حملتك الخاصة!
5. تسوق
بمسؤولية
يمكن أن يكون للتسوق تأثير
حقيقي على البيئة، وبالتالي على حياة النساء والفتيات وهن يتأثرهن في جميع أنحاء
العالم بشكل غير متناسب بآثار تغير المناخ وما يحدثه من كوارث إنسانية تؤدي إلى
تفاقم التفاوتات القائمة بين الجنسين، مما يجعلهن عرضة لمعدلات أعلى من العنف وسوء
التغذية وغير ذلك. لديك
القدرة على تخفيف من هذه الآثار من خلال طرق بسيطة كـ"التقط منتجات صديقة
للبيئة، قم بتسوق الملابس المستعملة، تجنب شراء المواد البلاستيكية ذات الاستخدام
الواحد، قم بإعادة التدوير أو التبرع بملابسك والسلع الأخرى، شجع الآخرين على فعل الشيء
نفسه".
6. مطالعة النتاجات الثقافية النسوية والأفلام
وغير ذلك
تصفح الأدبيات
المكتوبة والموجه من قبل النساء (وللنساء)، كذلك الأفلام والكتب والصحف والبودكاست
والوسائط الشعبية الأخرى، فكل هذا تأثيرات دائمة على المفاهيم الثقافية للجنسين، وهي
تقدم للنساء منصة قوية لتبادل قصصهن ووجهات نظرهن، ذلك على الرغم من إن صناعة
الأفلام والنشر لا تزال ترزح تحت سيطرة الذكور وبشكل كبير، أما الروايات الشعبية فعادةً
ما تصوِّر النساء على أنهن شخصيات أحادية البعد أو كائنات جنسية - أو يستبعدونها
تمامًا.
7.
علم الفتيات قيمتهن
تحمل
الفتيات وقبل وصولهن إلى سن البلوغ في جميع أنحاء العالم معتقدات داخلية حول
مكانتهن وقيمتهن ودورهن في المجتمع باعتبارهن معتمدات أو مستضعفات أو عاجزات،
ويُطلب منهن التصرف وفقًا لذلك، مما يعزز القوالب النمطية الجنسانية عنهن ويمنعهن من
تحقيق كامل إمكاناتهن. من الصعب التخلص من هذه المعتقدات، المهم معالجة تلك المعتقدات النمطية في وقت
مبكر، وبالتالي عليك تذكّير الفتيات في حياتك بأنهن قويات وقادرات ويستحقن نفس
الاحترام الذي يتمتع به الأولاد، تأكد من أنهن يعرفن بأنهن أكثر من مظهرهن: مدحهن
لذكائهن وقوتهن وقيادتهن وألعابهن الرياضية وأكثر من ذلك بكثير.
شجع الفتيات على التحدث والتأكيد على أنفسهن. قم بمواجهة
الروايات واللغة التي لا تشجعهن على القيام بذلك: قل إنها "جريئة" وليست
"متسلطة"، أظهر لهن أفكارهن المهمة عن طريق طرح آرائهن والاستماع إليهن
عندما يتحدثن، وإذا كنت أحد الوالدين أو المعلم، فاستثمر في توفير الألعاب والكتب
والأفلام المحايدة من حيث الجنس، أظهر للفتيات إمكانياتهن الكامنة واسمح لهن
باللعب كما يحلو لهن، فليعلمن أنه لا توجد طريقة خاطئة أو صحيحة لتكون فتاة.
8.
تحدي مفهوم
الذكورة
"استرجل،
الأولاد لا يبكون، الاولاد سيظلون اولاداً"، كلها عبارات تقليدية غالبًا ما تؤثر
على ذكورة الأولاد والرجال في وقت لاحق، وعليه لابد من دعم تعبيرات الرجولة التي
تنطوي على الحساسية والعناية وغيرها من الصفات غير التقليدية، قم بتهيئة بيئة يشعر
فيها الأولاد والرجال بالأمان للتعبير عن مشاعرهم: دعهم يعرفون أن مشاعرهم صحيحة
ومنحهم الفرصة للمشاركة، لا تسخر منهم أو ترفضهم، واستدعي الآخرين الذين يفعلون
ذلك.
9. الالتزام بقضية
قم بالانضمام إلى
حملة المساواة بين الجنسين التابعة للأمم المتحدة، من خلال المشاركة برسائلنا أو
التبرع للمساهمة في كسر دائرة العنف، ومساعدة الناجين، والدفع إلى الاندماج
الاقتصادي للنساء والفتيات وإلى حقوقهن المتساوية في كل مكان. وهذا عن طريق العمل
الجماعي.
10.
تحدي معايير الجمال السائدة
برغم اختلاف معايير
الجمال من مكان إلى آخر، إلا أنها تعمل دائمًا على تعزيز رؤية ضيقة وغير واقعية
للأنوثة. غالبًا ما يُتوقع من النساء تكريس وقت وطاقة ومال أكثر بكثير من نظرائهم
من الرجال لأجل ذلك. هذا النوع من المعايير المزدوجة ينشر الشعور بأن أجساد النساء
ليست حقا خاصاً بهن، وإنما هي أشياء مخصصة للاستهلاك العام، وهذا يتجلى في وضع غير
واقعي وضرر عقلي وجسدي خطير، وفي السياق تقود صناعة الإعلان للمبيعات الترويجية هذه
المثل العليا واستغلال عدم الأمان الذي ترعاه. يمكنك تحدي الوضع الإعلاني الحالي
بدعم الشركات التي تعرض التنوع في إعلاناتها، وإعادة التفكير في معتقداتك حول
"معنى أن تكوني جميلة". ابدأ في المرآة: لاحظ الطريقة التي تفكر بها
وتتحدث عن مظهرك، وفي المرة القادمة التي تكتشف فيها نفسك حرجًا، حاول أن تقدم
لنفسك مجاملة. تعامل مع جميع الهيئات على أنها بنفس القدر من الأهمية وتستحق
الاحتفال - بغض النظر عن حجمها أو قدرتها أو لونها - واستدعي فضح الجسد عند رؤيته.
11.
احترم اختيارات الآخرين
لكل إنسان الحق في اتخاذ القرارات المتعلق بجسده ورفاهيته
والأسرة والمستقبل.عندما تجعلك خيارات شخص ما غير مريحة، اسأل نفسك عن السبب. افحص
التحيزات التي تقود إلى رد فعلك والنظر في الظروف التي تجعل حياة الآخرين مختلفة
عن حياتك، حاول الاستماع إلى منطقهم، غالبًا
ما يصعب تفهم خياراتهم لكن خذ على عاتقك أن تتعلم وتفكر في مواقف الآخرين، بمعنى
ضع نفسك مكانهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق